بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمدٍ وآله وصحبه أجمعين، وبعد:
فأُنبِّه على أمر مهم، ألا وهو:
أنَّ الرَّد على الخطأ الذي ظهر وانتشر وذاع أمرٌ لا بدَّ منه- على الكفاية-؛ صيانةً للحقِّ ونصحاً لعامَّة الأمة، وقد يكون المردود عليه من فضلاء أهل السُّنَّة، لكن بيان الحقِّ بدليله آكد وأوجب لمن كان قادراً عليه، وينبغي للرادِّ أنْ يستوعب ويتحرَّى السُّنة في ذلك، قال الإمام السجزيُ في رسالته (الرد على من أنكر الحرف والصوت) (ص 235): "وليكن قصد مَنْ تكلَّم في السُّنَّة اتِّباعها وقبولها لا مغالبة الخصوم، فإنَّه يُعانُ بذلك عليهم، وإذا أراد المغالبة رُبَّما غلبَ".
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية في (درء تعارض العقل والنقل) (6/ 210-211): "الرَّدُّ على أهل الباطل لا يكون مستوعباً إلا إذا اتُّبعت السُّنَّة من كل الوجوه، وإلا فمن وافق السنَّة من وجه وخالفها من وجه طمع فيه خصومه من الوجه الذي خالف فيه السنة، واحتجوا عليه ما وافقهم عليه من تلك المقدمات المخالفة للسنة.
وقد تدبَّرت عامة ما يحتج به أهل الباطل على مَنْ هو أقرب إلى الحق منهم، فوجدته إنما تكون حجة الباطل قوية لما تركوه من الحقِّ الذي أرسل الله به رسوله وأنزل به كتابه، فيكون ما تركوه من ذلك الحقِّ من أعظم حجة المبطل عليهم...".
فالله أسأل بمنِّه وكرمه أن يجعلنا من دعاة الحقِّ وأنصاره، إنه سميع مجيب، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
وكتب
عبد الله بن عبد الرحيم البخاري
4/ ذي الحجة/ 1429هـ
[تنبيه: أصل هذا المقال تعليق للشيخ على موضوع نشر في شبكة سحاب السلفية بعنوان: (تنبيه الصائل بأن الرجوع إلى الحق خيرٌ من التمادي في الباطل)]