X

رسالة العلاَّمة المحدِّث السَّلفي بديع شاه الرَّاشدي السِّندي

أضيف فى : 10 يوليو 2015

بسم الله الرَّحمن الرَّحيم

الحمدُ لله ربِّ العالمين والصَّلاة والسَّلام على نبيِّنا محمَّدٍ وآله وصحبه أجمعين، وبعدُ:

رحم الله شيخنا العلاَّمة المحدِّث السَّلفي بديع شاه الرَّاشدي السِّندي رحمةً واسعة، فإنَّ شيخنا مَعروفٌ بتمسُّكه ودفاعه وذبِّه عن السُّنَّة، وردوه على المتعصبة المقلِّدة أو المخالفين للسُّنّة بشتى صنوفهم وألوانهم، ظاهرةٌ بيِّنة لمن له درايةٌ بها.

و هذا الذي أذكرهُ هنا إنما هو اعتراف بالجميل، ووفاء بحقه علينا، ومما أذكرهُ في هذا المقام أنَّه كانت بيني وبين شيخي العلاَّمة بديع الدين السِّندي مراسلة قبل وفاته بشهرٍ تقريباً وكان أنْ كتبَ فيها:

( بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على نبيه وخليله محمد المصطفى صلى الله عليه وسلم.

إلى الأخ الكريم الشيخ/ أبو أسامة عبد الله بن عبد الرحيم بن حسين البخاري، حفظه الله تعالى

السَّلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أما بعد:

وقد وصل مكتوبكم وسرَّني جداً؛ لما وجدتُ منه حبكم الصَّادق لأخيكم، وأدام الله هذه المحبة إلى مدى الأيام، وبحسب اقتراحكم أُرسلُ إليكم إجازة الرواية حسب ما تمنيتم، وهذه هي العلاقة بين أهل السُّنة، ندعوا الله أن يديهما إلى مدى الأيام.

وأطلب منكم الدعاء في الجلوات والخلوات أن يثبتنا الله تعالى على الإيمان به وبرسوله صلى الله عليه وسلم، و يوفقنا للعمل بالأصلين الكريمين الكتاب والسنة، ولا ملجأ ولا منجأ لمسلم سواهما، وهو ولي التوفيق.

وختاماً أدعوا الله لنا ولكم ولسائر المسلمين أن يثبتنا على الإيمان وعلى سنة نبيه صلى الله عليه وسلم، وأن يختم بالخير.

ويرحم الله عبداً قال أمينا

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته).

قلتُ: هذه الكتابة مؤرخة في 15/ رجب/ 1416هـ، وكانت وفاته رحمه الله وغفر له في اليوم 18/ شعبان/ 1416هـ، حسبَ مَا دوَّنتهُ على خطابهِ فور وصول الخبرِ.

ومن الملاحظ للمتأمل في خِطابه الرَّقيق نُضوحه بالسُّنَّة، وعلى هذه كانت دعوته وسيرته رحمه الله وغفر له، فالله أسأل بأسمائه الحسنى وصفاته العُلى أنْ يغفر لشيخنا ومشايخنا جميعاً، وأن يعوض الأمة، وأن يحفظ من بقي منهم، وأن يثبتنا جميعاً على الإسلام والسنة حتى نلقاه، إنه سميعٌ مجيبٌ.

وكتب

عبد الله بن عبد الرَّحيم البخاري

 

[تنبيه: أصل هذا المقال تعليق للشيخ على موضوع نشر في شبكة سحاب السلفية بعنوان: ([التذكير بالآخرة] خطبة الأخيرة من حياة الشيخ المحدث بدیع الدین شاه السندی)]